بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. تعتبر الأخبار الكاذبة مشكلة قديمة وحديثة في آن واحد، وقد ورد في القرآن الكريم آيات تحذر من نشر الأخبار الكاذبة والإشاعات.
محتويات
وفي هذا المقال، سنستعرض بعض هذه الآيات والحكم التي يمكن استخراجها منها.
الآية الأولى:
“يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين” (الحجرات: 6)
هذه الآية تحث المؤمنين على التحقق من الأخبار قبل نشرها، خاصة إذا كانت الأخبار قادمة من مصدر غير موثوق، وذلك لتجنب الضرر الذي قد يلحق بالأشخاص بسبب نشر الأخبار الغير صحيحة.
الآية الثانية:
“وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا” (الإسراء: 36)
تحثنا هذه الآية على عدم النقل أو الحديث عن ما لا نعلم، وتذكرنا بأننا سنسأل عن كل ما نسمعه ونراه ونتحدث عنه.
الآية الثالثة:
“وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ” (البقرة: 204)
هذه الآية تُحذر من الأشخاص الذين يقولون ما يعجب الناس ولكنهم لا يعتقدون به في قلوبهم، فهم يمكن أن ينقلوا الأخبار الكاذبة والمضللة.
تعتبر نقل الأخبار الكاذبة والأقاويل الباطلة من الأمور المحذورة في الإسلام.
وقد أعطى القرآن الكريم هذا الموضوع الاهتمام الواجب من خلال مجموعة من الآيات التي تحذر من الانجرار وراء الأخبار والشائعات دون التحقق منها.
- التحقق من صحة الأخبار قبل نقلها: يقول الله تعالى في سورة الحجرات (الآية 6): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.
- التحذير من نقل الأقاويل الباطلة: في سورة النور (الآية 15) قوله تعالى: “إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ”.
- الانزلاق وراء الأخبار الكاذبة وآثارها: يُظهر القرآن الكريم كيف يمكن للشائعات والأخبار الكاذبة أن تسبب الفتنة وتثير النزاعات، كما في قوله تعالى في سورة الصافات (الآية 147): “وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ”.
في الختام، يجب على المسلم أن يكون حذرًا عند نقل الأخبار والأقاويل، وأن يتأكد من صحتها قبل نقلها. وينبغي تجنب الانجرار وراء الشائعات والأخبار الباطلة التي قد تسبب الأذى للآخرين وتثير الفتن والنزاعات.
والله أعلم.
الفتوى والتأمل:
من خلال التأمل في هذه الآيات القرآنية، نجد أن الإسلام يحث على التحقق والتثبت من صحة الأخبار قبل نقلها أو العمل بها، ويحذر من الأخطار المترتبة على نشر الأخبار الكاذبة والإشاعات. ولذلك يتعين على المسلم أن يكون حذرًا ومسؤولًا عند نقل الأخبار وأن يتأكد من صحتها قبل نشرها.
اللهم ارزقنا الفهم الصحيح لدينك واجعلنا من الذين يتدبرون القرآن الكريم ويعملون به على الوجه الذي يرضيك عنا.